*أزعور القوات اللبنانية*

عاجل

الفئة

shadow


*بقلم علي خيرالله شريف*

ها هي أبواق القوات اللبنانية التقسيمية تزيد زخم دعايتها لجهاد أزعور، فتحاول إقناع الناس بأنه آتٍ لإنقاذ لبنان واستعادة الثقة الدولية به. نحن حتماً مع إنقاذ لبنان، ومع استعادة الثقة الدولية به، ولكن المشكلة ليست هنا، بل المشكلة هي في تفسير معنى شعار إنقاذ لبنان، ومعنى الثقة الدولية التي يريدونها.
فإنقاذ لبنان بالنسبة للقوات اللبنانية يتحقق بالانصياع لقرارات الولايات المتحدة الأميركية، وبتعميم المفهوم الكاذب لأسباب الكارثة التي يعيشها لبنان. إذ أن قرارات تلك الولايات تصب في إراحة العدو الصهيوني من كل ما يُزعجه، وتعميم الفوضى في لبنان ودول المنطقة، وتضليل الناس، ومنهم اللبنانيين، أن أسباب الكارثة هي الـ_مق_او_مة، وتعميتها عن الأسباب الحقيقية المعروفة المتجلية بإملاءات السفيرة، وفرمانات وزارة الخزانة، وتعليمات السفارات، وقانون قيصر، والوعود الكاذبة، ومنع تسليح الجيش ثم تجويعه، ومحاصرة الاقتصاد اللبناني ومنعنا من الكهرباء والماء والمحروقات ومقومات الحياة. 
وهنا تصب أهواء القوات اللبنانية التي كانت أول من أقام القداديس بسبب هزيمة العدو، وأول من رفع شعار "فليحكم الإخوان" على لسان "أبو شنب مقصوص" سمير جعجع. وأول مبدأ برأيهم ورأي أسيادهم، يحقق الإنقاذ، هو تجريد الـ_مق_او_مة من سلاحها.
أما استعادة الثقة الدولية بلبنان، التي تبايع القوات اللبنانية جهاد أزعور لتحقيقها، فتتم بتحقيق الشروط الآتية: 
-تجريد لبنان من قوته التي تحميه.
-خصخصة الدولة وبيع إداراتها وممتلكاتها للقطاع الخاص وصندوق النقد الدولي والشركات المشبوهة.
-زيادة الضرائب إلى أقصى الحدود حتى ولو أدى ذلك إلى تجويع الشعب اللبناني وتهجيره(وهذه القوات الغبية لم تتعظ من فضيحة نوايا الولايات المتحدة الأميركية بتهجير المسيحيين من لبنان، ولم تتعظ من قول جون بولتون لبعض الزاحفين أمامه: نحن لدينا عشرات ملايين المسيحيين في الولايات المتحدة، فلا مانع من أن يزداد عددهم مليوناً أو مليونان).
-الاستدانة دون توقف بالعملات الأجنبية، ولا مانع من نهب المزيد منها فوق الأحد عشر مليار وفوق المليارين وفوق مزاريب الهدر السنيورية الأزعورية المشهورة.
-بيع الذهب اللبناني وتفريغ لبنان من كل رصيد يمنعه من الارتماء في أحضان صهاينة الصندوق الدولي.
-نسيان مسألة التنقيب عن النفط نهائياً لكي لا يحصل أي أمل للبنانيين بالكف عن التَسَوُّل من مكرمات السفراء والمشايخ. 
ألا تذكرون عندما أتى جون بولتون إلى لبنان وقدم له جماعة 14 آذار وفؤاد السنيورة درع الأرز اللبناني؟ وبعد أشهر ذهبوا إلى واشنطن، ولما شاهدوه في إحدى المناسبات، هرولوا إليه ليسلموا عليه فنظر إليهم مستغرباً ليسألهم "من أنتم؟"... نعم، لم يعرفهم يومها واستأذن وانصرف لضيق وقته.
ليس تأييداً لمرشحٍ دون آخر، 
ولكن كُلَّ المعطيات تقول أن السيد جهاد أزعور قادم من صندوق النقد الدولي، وصاحب باعٍ طويلة بمشاركة السنيورة في حكوماته البتراء الناهبة للمال العام، وصاحب الأحلام المشبوهة ضد مصلحة لبنان وضد قوته ومنعته... فمن يريد إنقاذ لبنان، عليه أن يفتش عن رئيسٍ غير متدرجٍ على يد "المملكة العربية الحريرية" ولا في السفارات الغربية والخليجية، ولا على يد الصناديق الدولية. فإذا عجز المجلس النيابي عن الإتيان برئيس لمصلحة لبنان، ما على الشعب إلا النزول إلى الشارع وقطع طرقات المجلس رفضاً لتعيين رئيس جمهورية لا يحمل للبنان إلا الخطر، وذلك أهم بكثير من التظاهر ضد فرض تعرفة على الوتس آب.

*الاثنين 12 حزيران 2023*

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة